‫كلمة رئيس مجموعة البنك الدولي أمام مؤتمر القمة االقتصادية العربية‬ ‫روبرت ب‪ .‬زوليك‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬ ‫دولة الكويت‬ ‫يناير‪/‬كانون الثاني ‪19 2009‬‬ ‫حضرة صاحب السمو األمير صباح األحمد الصباح أمير دولة الكويت‪ .‬أصحاب الجاللة والÙ?خامة والسمو‪ .‬معالي الس ّ‬ ‫يد‬ ‫‪.‬األمين العام لجامعة الدول العربية‪ .‬السالم عليكم‬ ‫أشكر لكم دعوتكم لي للمشاركة Ù?ÙŠ مؤتمر القمة االقتصادية العربية األول‪ .‬ويغمرني شعور باالعتزاز Ù?ÙŠ أن أكون بينكم‬ ‫‪.‬اليوم‪ ،‬Ù?قد أردت المشاركة شخصيا Ù‹ Ù?ÙŠ هذا المؤتمر ألدعم جهودكم‪ ،‬وأستمع إليكم‪ ،‬وأتعلم منكم‬ ‫وإن Ù‡ لمن دواعي سروري بصÙ?Ø© خاصة أن أعود إلى دولة الكويت‪ ،‬Ù?قد كنت هنا أتحدث أمام المؤتمر المصرÙ?ÙŠ لدول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي Ù?ÙŠ عام ‪ 2007‬عندما تلقيت مكالمة للعودة إلى واشنطن لمناقشة ترشيحي لتقلد رئاسة مجموعة‬ ‫‪.‬البنك الدولي‪ .‬ولذلك‪ ،‬Ù?إنني أشعر أن الكويت كانت نقطة انطالقي إلى منصبي الحالي‬ ‫وأثناء شغلي منصب الممثل التجاري للواليات المتحدة Ù?ÙŠ سنوات سابقة‪ ،‬أمضيت وقتا Ù‹ طويالً مع الكثيرين منكم ÙˆÙ?ÙŠ زيارة‬ ‫بالدكم‪ ،‬ذلك ألنني أشاطر رؤيتكم بتوظيÙ? التجارة كوسيلة لربط اقتصادات بالدكم بÙ?رص أوسع نطاقاً‪ ،‬وتعميق عملية‬ ‫التنمية‪ ،‬وزيادة النمو‪ .‬وإنني أعلم أن لهذه المنطقة تاريخا Ù‹ عظيما Ù‹ Ù?ÙŠ مجال التبادل التجاري والتجارة‪ ،‬وهو تاريخ تلتزمون‬ ‫‪.‬أنتم باستعادته وتنميته‬ ‫لقد رأيت كيÙ? اضطلع القادة العرب بمسؤولية تحديد أولويات هذه المنطقة‪ ،‬وتحديد التحديات التي تعوق مسيرتها‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل ما صدر عنهم من إعالنات وبيانات عديدة Ù€ وال سيما "البيان الخاص بمسيرة التطوير والتحديث Ù?ÙŠ الوطن‬ ‫منعقدة Ù?ÙŠ تونس العاصمة Ù?ÙŠ عام ‪ .2004‬إن أولوياتكم Ù€ Ù?ÙŠ ظل التركيز على التنمية‬ ‫العربي" الذي أقرته القمة العربية ال Ù?‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والبشرية‪ ،‬والتخÙ?ÙŠÙ? من حدة الÙ?قر واألمية‪ ،‬وحماية البيئة‪ ،‬وإتاحة Ù?رص العمل وتقديم الرعاية‬ ‫‪.‬الصحية Ù?ÙŠ العالم العربي Ù€ تكتسي اليوم أهمية أكبر من ذي قبل ونحن نواجه أزمة عالمية‬ ‫التي يلتقي قادتها Ù?ÙŠ لندن Ù?ÙŠ )‪ (G-20‬وهذه األولويات تتيح إسهامات ومدخالت هامة لعمل مجموعة العشرين‬ ‫‪.‬أبريل‪/‬نيسان من هذا العام‬ ‫وÙ?ÙŠ إطار هذا الجهد العالمي لمواجهة هذه األوقات العصيبة‪ ،‬سأحث مجموعة العشرين على مساندة إنشاء صندوق‬ ‫للتصدي لحاالت الضعÙ?‪ ،‬وذلك بغرض مساعدة البلدان النامية التي ال تستطيع تحمل تكلÙ?Ø© خطط اإلنقاذ االقتصادي أو‬ ‫‪.‬العجز Ù?ÙŠ ماليتها العامة‬ ‫ويمكن لهذا الصندوق أن يساعد Ù?ÙŠ تلبية ثالث احتياجات ملحة‪ .‬أوالً‪ ،‬حاجة البلدان األكثر Ù?قراً إلى إنشاء برامج لشبكات‬ ‫األمان تتسق مع قدراتها التنÙ?يذية‪ .‬ثانياً‪ ،‬توÙ?ير استثمارات Ù?ÙŠ مشاريع البنية التحتية يمكنها خلق Ù?رص عمل جديدة‪ ،‬مع‬ ‫العمل Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه على وضع األساس الالزم لتعزيز اإلنتاجية والنمو Ù?ÙŠ المستقبل‪ .‬وثالثاً‪ ،‬تمويل الشركات الصغيرة‬ ‫‪.‬والمتوسطة بغرض مساعدة القطاع الخاص اآلخذ بزمام المبادرة Ù?ÙŠ إنشاء Ø£Ù?ضل شبكة أمان‪ :‬أي توÙ?ير Ù?رص العمل‬ ‫)‪ (IBRD‬ويقÙ? البنك الدولي على أتم استعداد للمساعدة من خالل‪ :‬زيادة مستوى إقراض البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬ ‫)‪ (IDA‬للبلدان المتوسطة الدخل بمقدار ‪ 100‬مليار دوالر على مدى ثالث سنوات‪ ،‬وتسريع قيام المؤسسة الدولية للتنمية‬ ‫بصرÙ? مبلغ ‪ 42‬مليار دوالر المتاح لديها‪ ،‬وذلك Ù?ÙŠ شكل منح وقروض بدون Ù?ائدة إلى أشدّ بلدان العالم Ù?قراً‪ .‬ومن خالل‬ ‫وهي Ù?رع مجموعة البنك الدولي المعني بالتعامل مع القطاع الخاص‪ ،‬نقوم بمساندة ‪ (IFC)،‬مؤسسة التمويل الدولية‬ ‫االستثمار الخاص‪ ،‬وإعادة رسملة البنوك الصغيرة‪ ،‬ومساعدة مشاريع البنية التحتية‪ ،‬وتوسيع نطاق تمويل التجارة وتقديم‬ ‫المساعدة الÙ?نية إلى القطاع الخاص‪ .‬ويمكننا كذلك‪ ،‬من خالل التسهيالت الضمانية التي تصدرها الوكالة الدولية لضمان‬ ‫التابعة لمجموعة البنك الدولي‪ ،‬أن نخÙ?Ù? من حدة مخاطر االستثمار‪ ،‬مما يؤدي بدوره إلى تقليل )‪ (MIGA‬االستثمار‬ ‫‪.‬التكاليÙ? التي يتحملها القطاع الخاص‪ ،‬والمساهمة Ù?ÙŠ تعزيز مشاعر الثقة لديه‬ ‫‪،‬إن العالم العربي يجب أن يكون جزءا Ù‹ من هذا الجهد العالمي للتصدي لتلك األزمة‪ ،‬Ù?هو منطقة غنية بمواردها الطبيعية‬ ‫م من ذلك‪ ،‬بتاريخها وحضارتها وطاقاتها البشرية‪ .‬وهي منطقة يمكنها‪ ،‬بل ويتعين عليها‪ ،‬أن تضطلع بدور أكبر‬ ‫ولكن األه ّ‬ ‫‪.‬Ù?ÙŠ االقتصاد العالمي‬ ‫وهذا أمر ضروري إذا كان للعالم العربي أن يتيح مزيداً من الÙ?رص إلى مواطنيه Ù€ وخاصة الشباب‪ .‬وهو أمر ضروري أيضا ً‬ ‫إذا ما أراد الشركاء الدوليون إحراز تقدم نحو معالجة التحديات المشتركة‪ ،‬بدءا Ù‹ من مساعدة الدول الضعيÙ?Ø© والخارجة من‬ ‫ء بالتصدي لمشكلة التغير المناخي‬ ‫‪.‬رحى الصراعات‪ ،‬مرورا Ù‹ بتعزيز السالم‪ ،‬وانتها ً‬ ‫ولهذا السبب‪ ،‬قمت بعد وقت قليل من تقلدي مهام منصبي بتحديد العمل مع الشركاء على تدعيم عملية التنمية وإتاحة‬ ‫‪.‬الÙ?رص Ù?ÙŠ العالم العربي باعتباره أحد محاور التركيز االستراتيجية الستة بالنسبة لمجموعة البنك الدولي‬ ‫لقد ظل العالم العربي‪ ،‬لÙ?ترة أطول مما ينبغي‪ ،‬غير مندمج بÙ?عالية Ù?ÙŠ االقتصاد العالمي‪ ،‬باستثناء من خالل قطاع النÙ?ط‪ .‬بيد‬ ‫أن بلدانكم Ù€ كغيرها من البلدان Ù€ تشعر بتأثير األزمة العالمية الراهنة‪ .‬ويمكننا مشاهدة أثر هذه األزمة على إيرادات‬ ‫الحكومات واستثماراتها‪ ،‬وحجم التجارة الدولية‪ ،‬وثقة المستهلكين‪ ،‬واالستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬والمخاطر وأوضاع عدم‬ ‫المتصورة لدى المستثمرين المحليين‪ .‬وÙ?ÙŠ العالم العربي‪ ،‬كما هو الحال Ù?ÙŠ مناطق العالم األخرى‪ ،‬باتت األزمة المالية‬ ‫ّ‬ ‫التأكد‬ ‫‪.‬الراهنة Ù€ التي تحولت إلى أزمة اقتصادية Ù€ تشكل أزمة بطالة Ù?ÙŠ الوقت الحالي‪ ،‬بل وقد تصبح أزمة إنسانية‬ ‫‪.‬لكن التحديات التي تواجه العالم العربي ليست وليدة اليوم‬ ‫د قائم Ù?ÙŠ المنطقة منذ Ù?ترة طويلة‪ ،‬حيث تعاني هذه المنطقة من ارتÙ?اع معدالت‬‫Ù?خلق المزيد من Ù?رص العمل هو تح Ù?‬ ‫البطالة التي تبلغ Ù?ÙŠ المتوسط ‪ 14‬Ù?ÙŠ المائة من قواها العاملة‪ ،‬وهي أعلى من مثيالتها Ù?ÙŠ مناطق العالم األخرى بخالÙ?‬ ‫أÙ?ريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬وتزيد بأكثر من الضعÙ? عن المتوسط العالمي البالغ ‪ 6.7‬Ù?ÙŠ المائة‪ .‬ويؤثر تحدي البطالة على‬ ‫شريحة الشباب على وجه الخصوص‪ :‬حيث تزيد معدالت البطالة بين الشباب بأكثر من الضعÙ? مقارنة بمعدالت البطالة‬ ‫اإلجمالية‪ .‬وترتÙ?ع معدالت البطالة بحوالي ‪ 30‬Ù?ÙŠ المائة بين صÙ?ÙˆÙ? النساء عن الرجال‪ ،‬حيث ال يشكل معدل مشاركة‬ ‫‪.‬المرأة Ù?ÙŠ القوى العاملة سوى ‪ 31‬Ù?ÙŠ المائة Ù€ وهو أدنى معدل على مستوى العالم‬ ‫وهذه األوضاع ترتبط وال شك ارتباطا Ù‹ وثيقا Ù‹ بعملية التعليم‪ .‬Ù?جودة التعليم Ù?ÙŠ العالم العربي مازالت ببساطة شديدة أقل من‬ ‫أن تلبي احتياجات االقتصاد الحديث‪ .‬ويرجع ذلك إلى أن األنظمة التعليمية Ù?ÙŠ بلدان المنطقة ال تزود الطالب بما يحتاجون‬ ‫إليه من مهارات وقدرات‪ .‬أضÙ? إلى ذلك أن معدالت األمية Ù?ÙŠ المنطقة مازالت مثلي المعدل Ù?ÙŠ شرق آسيا أو أمريكا‬ ‫‪.‬الالتينية‬ ‫يجب على العالم العربي أن يوÙ?ر Ù?رص عمل كاÙ?ية إلى قواه العاملة اآلخذة Ù?ÙŠ النمو Ù€ على أن يضطلع القطاع الخاص بدور‬ ‫رئيسي Ù?ÙŠ توÙ?ير هذه الوظائÙ?‪ .‬لكن مازالت هناك عوائق تعترض سبيل نمو القطاع الخاص Ù?ÙŠ المنطقة‪ ،‬بالنظر إلى وجود‬ ‫‪.‬حواجز أمام دخول الشركات وضعÙ? المناÙ?سة نتيجة للترتيبات غير المتكاÙ?ئة واالستنسابية بل والتÙ?ضيلية Ù?ÙŠ أحوال كثيرة‬ ‫ويمكن لتحسين حوكمة القطاع العام وحوكمة الشركات المساعدة Ù?ÙŠ Ø¥Ù?ساح المجال أمام زيادة الÙ?رص المتاحة لعدد أكبر من‬ ‫‪.‬األÙ?راد الراغبين Ù?ÙŠ العمل والبناء‬ ‫ولخلق الوظائÙ?‪ ،‬وخاصة بالنسبة للشباب‪ ،‬يعلم القادة العرب ضرورة‪ :‬تنويع أنشطة اقتصادات بالدهم بحيث تتجاوز‬ ‫القطاعات التقليدية Ù„Ù?رص العمل بالقطاع العام ومشاريع وأنشطة استخراج الموارد الطبيعية‪ ،‬وإصالح أنظمة بلدانهم‬ ‫التعليمية‪ ،‬والسعي إلى تحسين مستوى االندماج Ù?ÙŠ النظام التجاري لالستÙ?ادة من السوق العالمية Ù€ ليس Ù?قط بالنسبة للنÙ?ط‬ ‫ولكن أيضا Ù‹ بالنسبة لمجموعة متنوعة من السلع والخدمات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يشكل ضعÙ? االندماج اإلقليمي وشحة المياه‬ ‫‪.‬بعضا Ù‹ من التحديات األساسية األخرى التي تواجه هذه المنطقة‬ ‫وترغب مجموعة البنك الدولي Ù?ÙŠ تكوين عالقة شراكة مع العالم العربي‪ ،‬وهي على أتم االستعداد لمساندة جهوده Ù?ي‬ ‫‪.‬التصدي لهذه ال تحديات‪ .‬ونحن ملتزمون بالعمل مع المنطقة حتى يمكنها االستÙ?ادة بحق من العولمة االشتمالية والمستدامة‬ ‫ويمكن لمبادرة العالم العربي التي أطلقها البنك الدولي Ù?ÙŠ العام الماضي مساندة اندماج المنطقة على الصعيدين العالمي‬ ‫واإلقليمي من خالل تبادل الدروس المستÙ?ادة بشأن التجارب والشراكات الناجحة‪ ،‬وتحديد الحلول المالئمة للتحديات الحالية‬ ‫والمستقبلية‪ .‬وÙ?ÙŠ عامنا األول‪ ،‬ارتÙ?ع حجم إقراض البنك الدولي إلى البلدان العربية إلى ‪ 1.8‬مليار دوالر مقابل ‪ 1.2‬مليار‬ ‫‪.‬دوالر‪ ،‬كما عززت مؤسسة التمويل الدولية استثماراتها Ù?ÙŠ القطاع الخاص لتصل إلى ‪ 1.2‬مليار دوالر‬ ‫وبنÙ?س القدر من األهمية‪ ،‬شرعنا Ù?ÙŠ تنÙ?يذ مشاريع جديدة بغية دÙ?ع عجلة اإلصالحات قدما Ù‹ إلى األمام وإتاحة نماذج لعملية‬ ‫‪.‬التنمية ومعايير لقياس مدى Ù?عاليتها‬ ‫وÙ?ÙŠ الضÙ?Ø© الغربية وقطاع غزة‪ ،‬تقوم مجموعة البنك الدولي بمساعدة الÙ?لسطينيين من خالل تقديم المساندة Ù?ÙŠ مجاالت‬ ‫‪،‬حوكمة القطاع العام‪ ،‬وإمدادات المياه والصرÙ? الصحي‪ ،‬وتنمية البلديات‪ ،‬والصحة والتعليم‪ ،‬وتقديم الخدمات االجتماعية‬ ‫والتحويالت النقدية إلى األسر الÙ?قيرة والمعرضة للمعاناة‪ .‬كما تشجع مؤسسة التمويل الدولية االستثمار Ù?ÙŠ القطاع‬ ‫المصرÙ?ي‪ ،‬والمناطق الصناعية‪ ،‬واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬والسياحة‪ ،‬وتعمل مع الجهات الشريكة على المساعدة Ù?ي‬ ‫تمويل إنشاء مساكن ميسورة التكلÙ?Ø© لصالح حوالي ‪ 30‬ألÙ? عائلة Ù?لسطينية متوسطة ومنخÙ?ضة الدخل Ù€ وهو مشروع من‬ ‫‪.‬شأنه المساهمة Ù?ÙŠ تحقيق الهدÙ? األوسع نطاقا Ù‹ المتعلق بتجديد النمو االقتصادي Ù?ÙŠ هذه المنطقة‬ ‫أود أن أضيÙ? مداخلة شخصية تعكس مدي تأثري كما تأثرتم جميعا بالمأساة التي تعرض لها أهل غزة‪ .‬ولعل أشد ما يؤثر‬ ‫Ù?ÙŠ Ù†Ù?وسنا جميعا هم األطÙ?ال الذين يتحملون حدة النزاع‪ .‬لقد قمت باالتصال بجوزيت شيران المدير التنÙ?يذي لبرنامج‬ ‫األغذية العالمي للغذاء وهيئات التنمية األخري لتنسيق ومتابعة الجهود المبذولة والنظر Ù?ÙŠ كيÙ?ية تلبية النداء اإلنساني‬ ‫‪.‬الصادر من غزة‪ .‬وسوÙ? التقي اليوم مع الرئيس عباس لمناقشة دور البنك الدولي Ù?ÙŠ هذا اإلطار‬ ‫وتقÙ? مجموعة البنك الدولي على أهبة االستعداد لمساندة المجتمع الدولي Ù?ÙŠ غزة Ù€ وكذلك الضÙ?Ø© الغربية Ù€ ما إن تستقر‬ ‫‪.‬األوضاع الحالية وتسمح لنا باستئناÙ? مهمتنا اإلنمائية بشكل تام‬ ‫لقد قطعنا شوطا Ù‹ كبيرا Ù‹ Ù?ÙŠ العمل معا Ù‹ بشأن األمن الغذائي وسوء التغذية Ù?ÙŠ مواجهة الزيادة الحادة Ù?ÙŠ أسعار المواد الغذائية‬ ‫Ù?ÙŠ العام الماضي‪ .‬وÙ?ÙŠ هذا الصدد‪ ،‬أود أن أشيد على وجه الخصوص بالمساهمة السخية التي قدمتها المملكة العربية‬ ‫‪.‬السعودية بقيمة ‪ 500‬مليون دوالر إلى برنامج األغذية العالمي‬ ‫ويعمل البنك الدولي حاليا Ù‹ مع جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية للمساعدة Ù?ÙŠ إعداد برنامج استراتيجية غذائية وطنية‪ ،‬كما‬ ‫تقوم مؤسسة التمويل الدولية بالعمل مع منشآت القطاع الخاص Ù?ÙŠ دبي والقاهرة والرياض بغرض تحديد أوجه االستثمار‬ ‫Ù?ÙŠ مشاريع اإلنتاج الزراعي وسالسل التوريد‪ ،‬التي يمكن أن تتيح Ù?رصا Ù‹ واعدة للتعاون Ù?يما بين بلدان الجنوب‪ .‬وقد قدم‬ ‫البرنامج الجديد للتمويل السريع التابع للبنك المساعدة إلى كل من‪ :‬جيبوتي‪ ،‬والصومال‪ ،‬وجنوب السودان‪ ،‬والضÙ?Ø© الغربية‬ ‫‪.‬وقطاع غزة‪ ،‬واليمن‬ ‫وبينما انخÙ?ضت أسعار المواد الغذائية Ù?ÙŠ الوقت الحالي‪ ،‬يبدو أن الكثير من العوامل األساسية التي تقÙ? وراء تقلب أسعار‬ ‫المواد الغذائية Ù?ÙŠ هذه المنطقة مازالت قائمة Ù€ وباعتبارها أكبر مستوردي الغذاء Ù?ÙŠ العالم‪ ،‬Ù?إن البلدان العربية عرضة‬ ‫أكثر من غيرها لتذبذبات حادة Ù?ÙŠ أسعار المواد الغذائية‪ .‬وتقÙ? مجموعة البنك الدولي على أهبة االستعداد لمساعدة بلدان‬ ‫‪.‬المنطقة على تحسين أمنها الغذائي بأساليب متنوعة‬ ‫ويعمل البنك الدولي أيضا Ù‹ بصورة وثيقة مع صناديق وبنوك التنمية العربية واإلسالمية واإلقليمية بشأن مبادرة "الطاقة من‬ ‫أجل الÙ?قراء" التي أطلقها خادم الحرمين الشريÙ?ين الملك عبد هللا بن عبد العزيز Ù?ÙŠ يونيه‪/‬حزيران الماضي‪ .‬ومن شأن هذه‬ ‫المبادرة مساعدة البلدان األكثر Ù?قرا Ù‹ Ù?ÙŠ الوÙ?اء باحتياجاتها من منتجات الطاقة بوسائل تتسم بالكÙ?اءة واالستدامة‪ .‬وهي تتيح‬ ‫Ù?رصة ممتازة لتكوين عالقة شراكة جديدة ÙˆÙ?عالة مع العالم العربي‪ ،‬مع تقاسم المسؤولية من أجل تحقيق نتائج عملية‬ ‫‪.‬وملموسة‬ ‫‪.‬لكن بمقدور العالم العربي أن يضطلع بدور أكبر على الصعيد العالمي‬ ‫‪،‬أوالً‪ ،‬يمكننا العمل على النهوض بشراكة إنمائية بيننا وتعزيز التعاون Ù?يما بين بلدان الجنوب‪ .‬Ù?على مدى ‪ 50‬عاما Ù‹ تقريبا ً‬ ‫تصدّرت المجتمعات العربية جهود تقديم المعونات اإلنمائية‪ .‬إال أن حجم هذه المعونات اإلنمائية Ù?ÙŠ اآلونة األخيرة ال‬ ‫يتناسب مع قدرات المنطقة وال مع ما اتسمت به من سخاء Ù?ÙŠ السابق‪ .‬ونعتقد أن بوسعنا العمل معكم للربط بين المعونات‬ ‫‪.‬التي تقدمونها واألهداÙ? التي تصبون إلى تحقيقها‪ ،‬مع زيادة مستوى Ù?عاليتها واإلقرار بها‬ ‫ثانياً‪ ،‬من الضروري أن يقوم البنك بالمساعدة Ù?ÙŠ توسيع نطاق الÙ?رص االجتماعية واالقتصادية Ù?ÙŠ بلدان هذه المنطقة أو‬ ‫‪.‬البلدان المجاورة لها‬ ‫وثالثاً‪ ،‬مشكلة التغير المناخي‪ .‬يÙ?عتبر العالم العربي من بين المتضررين من التغير المناخي‪ ،‬Ù?ÙŠ ظل التحديات الحالية‬ ‫‪.‬كالتصحر وشحة المياه‪ .‬ويمكن للبنك الدولي المساعدة Ù?ÙŠ هذا الصدد‬ ‫‪،‬بينما ال تزال الصناديق العربية واإلسالمية‪ ،‬وكذلك الصناديق السيادية‪ ،‬تضطلع بدور مه ّ‬ ‫م Ù?ÙŠ تقديم المساعدة اإلنمائية‬ ‫والقيام باستثمارات رأسمالية جيدة‪ ،‬ثمة إمكانات كبيرة غير مستغلة بالنسبة لكل من هذه المؤسسات والبنك الدولي للعمل‬ ‫‪.‬معا ً‬ ‫ويحدوني األمل Ù?ÙŠ العمل على تقوية شراكتنا مع هيئات التمويل العربية واإلسالمية‪ :‬شراكة تقوم على العمل الذي نضطلع‬ ‫به معا Ù‹ بالÙ?عل Ù?ÙŠ الوقت الحالي‪ ،‬وتدرك الميزات النسبية للمانحين المختلÙ?ين‪ ،‬وتهدÙ? إلى تحقيق نتائج Ù?علية Ù€ مثالً‪ ،‬أن‬ ‫يضطلع البنك بدور الوسيط للجمع بين مصادر التمويل المختلÙ?ة‪ ،‬واستطالع Ø¢Ù?اق التمويل المبتكر للبنية التحتية للقطاعين‬ ‫‪.‬العام والخاص‬ ‫إن األه مية االقتصادية واالجتماعية لتعزيز السالم Ù?ÙŠ هذه المنطقة هي من المسائل البالغة الحيوية‪ .‬وإننا Ù?ÙŠ حاجة إلى‬ ‫ترسيخ حلقة حميدة من السالم واالزدهار والتكامل Ù€ حلقة ال يمكن تحقيق أي من مكوناتها إال Ù?ÙŠ ظل وجود المكونات‬ ‫‪.‬األخرى‬ ‫‪.‬وبالطبع‪ ،‬Ù?إن مسؤولية تحديد أولويات المنطقة يجب أن تقع Ù?ÙŠ المقام األول على عاتق المنطقة ذاتها‬ ‫ونحن نقÙ? Ù?ÙŠ مجموعة البنك الدولي على أهبة االستعداد للعمل Ù?ÙŠ إطار عالقة شراكة معكم لتحقيق هذه األولويات‪ .‬ومما‬ ‫ال شك Ù?يه أنه مع تواÙ?ر مؤسسات Ù?عالة وخاضعة للمساءلة‪ ،‬ومساندة قوية لبيئة ممارسة أنشطة األعمال‪ ،‬وإنشاء أنظمة‬ ‫تعليمية من الطراز العالمي‪ ،‬ومشاركة المرأة Ù?ÙŠ المجتمع واالقتصاد بشكل تام‪ ،‬وإدارة الموارد المائية الشحيحة بما يتيح‬ ‫‪.‬استدامتها‪ ،‬Ù?إن هذه المنطقة ستكون على أتم استعداد للمساهمة Ù?ÙŠ العولمة االشتمالية والمستدامة واالستÙ?ادة منها‬ ‫‪.‬أشكركم على إتاحة هذه الÙ?رصة كي أكون معكم‬